مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/10/2021 06:23:00 م

              سطحية الأرواح .. و عمق العلاقات

سطحية الأرواح .. و عمق العلاقات                                                                    تصميم الصورة : وفاء المؤذن
سطحية الأرواح .. و عمق العلاقات - تصميم الصورة: وفاء المؤذن

هنالك تفاصيلٌ للحب ، خاصة ، استثنائية ..

بعيدةً كلَّ البعد عنه .. و لكن أقرب ما يمكن تصنيفها تحت بنده .. أو في الواقع .. عبوديته ...

التقتْ أرواحهما معاً ، أشبه بلقاء الجبال مع الأنهار .. و الحضن الوحيد الجامع لهما .. هي السماء ..

تلك الأرواح بعيدة المسافة ، قريبة الشعور و الفكر .. و العطاء .. و الفجوات ..

نعم .. أحبا بعضهما البعض بسرٍّ مطلقٍ حتى عنهما ..

الذات الحقيقية القابعة بداخلهما .. وحدها من كانت تعرف هذا السر القدسي ..

كانا دائم الهرب من مصطلح " الحب " و ما يخلّفه من ذكرياتٍ مؤلمة .. سواء أكانت سعيدة أم حزينة ..
لأنهما يعرفان جيداً ، أنَّ الحبَّ هو سلسلةٌ كاملة من الهبوط في اللذات..
و أنَّ العشق هو حكايةٌ كاملة يعيش معها ألمٌ غير قابل للتجديد و التحليق مع سرب الحمامات الطليقات ..

أنثى ضعيفة ، هذه هي الصفة التي تلحق الفتاة العاطفية حتى آخر يومٍ من عمرها ..
استسلمتْ لمشاعرها ، و أخبرته بطريقةٍ غير مباشرة عن مكنون قلبها ..
و ذلك بعد أن ارتجف صوتها ، و أُغرقت عيناها بالدموع .. و هي تنظر إليه قالت :
كلما اقترب منك خطوة تبتعد دهراً من الخطوات  ، ألهذه الدرجة لا تهتم بأمري ؟!

لم يستطع تمالك أعصاب مشاعره ، ضمّها بقوة القدر الذي أحرق قصتهما :

لا يمكنني الاقتراب .. و إلا سنحترق ..

حاول الابتعاد عنها ، لكن الخيوط الروحية أبت .. فاستنشق عطرٌ ياسمين ، أعاد الحياة لجميع سكان الأرض و العاشقين ..

اختارا معاً ، بإرادةٍ مطلقة ، هذه الليلة فقط .. سيخضعان للقوانين العامة التي قيّدت فكر و عمق علاقتهما .

سيخضعان لحبٍّ عام ..

الآن .. و بعد عشر سنوات من متانة إمبراطورية أرواحهما ..

لكلٍّ منهما حكايته الخاصة ، حياته الخاصة .. البعيدة عن الآخر ..

يلتقيان في ذروة الكون ، و الشفاه مشتعلةٌ شوقاً جاهلياً كثيف الأحلام ..

ليعودا مرةً أخرى ، و يخترقان القوانين .. و ينزفان حنين العائدين ..

شهد بكر ✒️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.